الضحية والضحايا

حلمت بأن اللقيا قريب
وتوقعت الضغط قد انفجر
ورأيت الراعي من مرمى بعيد
والذئب يحوم حول الغنم
فعمدت إلى بوق صغير
لأطرق من صوته باب الحذر
فيا للخطر ..... يا للخطر

أرقت لذكرى تؤلمني
وذكرها يزيد من حزني
ليت شمل الجرح يلتئم
ليلتئم معه جرحي
تمسكي بصلاة فيه قد أصبح
كالسراب يتراء للضمآن من يأسه
وليس كيأس فلسطيني من أرضه
كيأسي أنا من فقدان فردوسه
فبا للضياع ..... يا للضياع

عشت في هواجس ألأمجاد
وأنا مفتخر بأجدادي
تذكرت علماء الإسلام
وعقولهم مملوءة بالأسفار
أثنيت على الغيرة في زمن
كانت فيه عروبة الاسلام
وفقدانها في زمني هذا
يدل على خيبة الرجا والآمال
فأين الأمل ..... أين الأمل ؟

أملي في وطني كبير
فقد ناضل بما فيه الكثير
وسيبقى رجائي فيه طويل
كامتداد الطريق طوال السفر
سعيا لتحقيق السلام نبغي
والدماء في أيدينا تجري
وعدونا يماطل ويخزي
دعاة السلام ليهب الأمان
فأين الأمان ..... أين الأمان ؟

وحدة الأوطان نبغي
لتشع كإشعاع الشمس
وحدة القلوب نأمل
لتنبض كنبض العقرب
شبابنا يموتون رصاصا
وشهداؤنا يزدادون عددا
ودماء أطفالنا تسيل سيلا
وحرمة ديارنا تنتهك غصبا
فهل من منقذ ؟ هل من منقذ ؟

أين أنتم يا أبطال الإسلام ؟
أين أنتم يا سيوف السلام ؟
أين أنتم يا حكام العدالة ؟
أين أنتم يا صائني الأمانة ؟
فأرض فلسطين تغتصب
وبيت المقدس يحتضر
صفوف جيوشنا تتفرق
وأقدام عدونا تتوحد
الضباب ينتشر ويثكثف
والدماء تسيل وتتجمد

ساد الاختلاف شعوبنا
فنتج عن ذلك حروبنا
راح ضحيتها أجيالنا
وانقطعت بذلك صلتنا

كل شيء على أرواحنا يهون
ما عدا دموع البراءة فهي جنون
كل كلام أصبح عندنا ظنون
وكل فعل بدا كسجن السكون

حلمت بعلم وطني خفاقا
شامخا يبن ألأوطان طليقا
تحدوه التشجيعات قدما
تراقبه ارواح الشهداء مطمئنة

حلمت بأطفال الحجارة يضحكون
يلعبون في أمان وسكون

حلمت بأم تدعوا في تضرع وخشوع
تقربا للعلي الحافظ الرحوم

فمتى تظهر بؤرة النور ؟
متى يطل فجر الحرية ؟
متى يشرق علينا السلام ؟