قصة قارون

كان قارون واحدا من بني إسرائيل ، في عهد النبي موسى -عليه السلام- أنعم الله عليه بنعم كثيرة ومال وفير لا يعد ولا يحصى

وكان لديه عدد عظيم من الخيل والمركبات والرجال الذين يخدمونه ويحرسونه ، وكانت مركباته مطعمة بالفضة والذهب كما كانت سروج خيله مصنوعة من الجلد المزين

بالذهب والفضة والبرونز والنحاس وكان إذا خرج في زينته ومشى موكبه تلألأ الذهب والنحاس تحت أشعة الشمس ، وخطف الأبصار ، إلا أن قارون بدلا من أن يحمد

الله ويشكره على الثراء والنعمة التي كان فيها ، عصى الله وخرج عن طاعته وتعالى على الناس وتكبر ، وسخر من هؤلاء الذين نصحوه بأن لايغتر وأن يعطف على

الفقراء والمساكين وتمادىفي غروره وزعم أن الثراء حصل عليه بعلمه .

ونسى أن الله قد أهلك من الأمم قبله من هم أكثر مالا وأوسع علما

وذات يوم خرج على قومه في كامل زينته في موكبه المهيب يحيط به خدمه وحرسه من الرجال الأشداء

ولأن الله منتقم جبار ، ويمهل ولا يهمل ، فقد أمر الأرض أن تتزلزل من تحت موكب قارون ثم تنشق لتبتلعه هو وقصوره وأمواله وكل ما يملك ..وكأنه لم يكن موجودا من

قبل شيئا على وجه تلك الأرض.

ولما رأى الناس ماحدث لقارون ، أدركوا أن الله كان قد أعطاه المال وجعله يحظى بالجاه والسلطان ويرى إن كان سيشكر الله ويحمده أم سيكون من الكافرين .