ليس غريبا

قال أستاذي ذات يوم : الكتابة فعل حضاري

وقال غيرهم : الأخلاق , الفضيلة , الصدق , الإخلاص في العمل

وقال الحق عز وجل : إنا عرضنا الأمانة.............. وقال النبي الكريم : من رأى منكم منكرا فليغيره

كلها أقوال , وهذا ليس غريبا , ولكن الغريب هو أن تقلب هذه المفاهيم في عصر كعصرنا وزمان كزماننا، حيث أصبح سوء الخلق , والكذب , والغش , والمفاسد الاجتماعية بأشكالها وأنواعها من المثل والقيم , وغيرها من قلة العقل ، بل التشبت بها عيب من عيوب هذا العصر. أليس الفلسطنيون أصحاب حقوق ، والصهاينة هم المغتصبون للأرض؟ . عفوا إن ما أقوله غريب جدا !. هذا الكلام كان بالأمس ، اليوم : الصهاينة لهم الحق في العيش ، لهم الحق في دولة , اما الفلسطينيون فهم إرهابيون يجب القضاء عليهم . إنها لغة أمريكا والغرب , لغة قلبت المفاهيم رأسا على عقب , الباطل أصبح حقا والحق أصبح باطلا , وهذا ليس غريبا . فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء . وقال أيضا : القابض على دينه كالقابض على الجمر. لقد تحولت تلك اللغة إلى واقع , واقع هو الآخر ليس غريبا , وكما قيل إذا عمت هانت . إذا احتججت على سلوك مشين , يقال لك:لما تتعب نفسك أصبح هذا من الأمور العادية والبسيطة. وإني لأتساءل : ماجدوى هذا الدين إذا عجزمعتنقوه ومن هم على ملته أن يتمثلوا قيمه وتعاليمه؟ . لقد نعت تفكيري بالقديم لأنني انتقدت سلوكا مخلا بالآداب العامة . هل أصبح من الفكر القديم الاحتجاج على ظاهرة عري بناتنا في المدارس والشوارع والمستشفيات والفضاءات الخاصة والعامة ؟ هل تشجيع أبناءنا بالغش ، وإعطائهم القدوة السيئة ، بل مساعدتهم على خداع أنفسهم وخداع آبائهم ، أصبح مطلوبا لتقدم الحياة ؟

لم أتربى يوما على قيم كهذه ، ولم أومن يوما بأن الفساد مطلب لتقدم الحياة وإلا لما قال عز وجل : ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدتا. أؤمن أن الله منح الانسان عقلا من خلاله يستطيع التمييز وعبره يستطيع التفكير, منحنا عقلا لاستخدامه في المنفعة الخاصة والعامة ، منفعة تسهم في تقدم الحياة وتطورها. نحن لا ننكر أن الدنيا مند وجدت ، أقيمت على أسس من الصراع : الخير والشر , الحزن والسعادة..... ثنائيات لا يمكننا تجاهلها ولا إغفالها ، ولكني أقول : حرص الانسان على ان يكون صادقا مع نفسه ومع محيطه هو مايخول له أن ينظر إلى العالم نظرة صحيحة ، لا نظرة مختلة كتلك التي نظرتها أمريكا والغرب فأصبح الشرير خيرا والخير شريرا. أوليس هذا غريبا؟

لَيْسَ الغَريبُ غَريبَ الشَّأمِ واليَمَنِِ = إِنَّ الغَريبَ غَريبُ اللَّحدِ والكَفَنِ
إِنَّ الغَريِبَ لَهُ حَقٌّ لِغُرْبَتِهِ = على الْمُقيمينَ في الأَوطــانِ والسَّكَنِ
يَـا زَارِعَ الخَيْرِ تحصُدْ بَعْدَهُ ثَمَراً =ءيَا زَارِعَ الشَّرِّ مَوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ
يـَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي =فِعْلاً جميلاً لَعَلَّ اللهَ يَرحَمُني
يَا نَفْسُ وَيْحَكِ تُوبي واعمَلِي حَسَناً =عَسى تُجازَيْنَ بَعْدَ الموتِ بِالحَسَنِ
ثمَّ الصلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّدِنـا =مَا وَضّـأ البَرْقَ في شَّامٍ وفي يَمَنِ
والحمدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَا =بِالخَيْرِ والعَفْوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ بارك الله فيك وفي مشاركتك الطيبه

جزاك الرحمن خير الجزاء في الدنيا والآخرة عاشق الارواح كلك ذوق مشكورررررررررر