انت عظيم يا شاعرنا نزار قباني

من طرف **جارة الوادي** الإثنين أغسطس 17, 2009 6:12 pm

ماذا يمكن أن يقال عن نزار؟!! هو عاشق المعنى الذي سكن في ذرات خياله... أترعه فأترع سطوراً نسجت قصائد... هي صباياه يتهادين في دوحة الشعر... لكل منها أنسها ولكل منها فتنها... ولكل منها خطوط جمالها... ولكل منها سموها... تتألف القصائد بموسيقاها لترقص الكلمات على لحنٍ موقّع من حرف نزار... ربما كان حرفه غير الحروف... فكانت المرأة ألف باءه التي نسج من حروفها كل المعاني... كل القصائد... وكل السطور والفواصل والنقاط. هي كانت البداية هي... وهي النهاية... وبعد... هناك الكثير مما يمكن أن يقال ومما يمكن ألا يقال في المرأة، ونزار كان لها مدّها وجزرها في قصائده... ولكنها في معانيه انغرست وفي كلماته أزهرت وأورقت وفي سطوره أيعنت قصائد يقطفها المتجول في دوحة شعر نزار... يقطف منها دواوين امرأة لا مبالية، وقاموس العاشقين، وقع معاني هؤلاء العشاق، قصائد متوحشة، قالت لي السمراء، قصيدة بلقيس، قصائد مغضوب عليها... يفتحها ليقرأ في تلك اللامبالية التي نسج لها نزار حكايات، فكانت القصائد لوحات شاعر رسام...

وفي "قاموس العاشقين" يُقرأ ما انتقاه نزار من حكايا عن العاشقين... تلك الحكايا تستحيل فيه الصور معاني والهمسات كلمات، وألوان الفرح والهيام موسيقى تتراقص قصائداً على وقع معاني العشاق.

و"كل عام وأنت حبيبتي" باقة كلمات همسها نزار لتكون عربون صدق ورمز وفاء ولتكون حبيبته كل عام هي الحبيبة.

وفي "قالت لي السمراء" كان نزار يعزف سيمفونياته الشعرية على الرصيف فيطرب على وقع كلمات السمراء كل غاد ورائح...

و"بلقيس" لها تلك القصائد، هي تلك الإنسانة التي كانت هي معنى عطائه... هي غابت عن الوجود لكنها لم تكن لتموت في خيال نزار... ولا أن تُمحى من ذاكرته ومنها قصائد لا تمحى... وتغيب المرأة في بعض عناوين دواوينه لتبقى الملهمة...

و"قصائد مغضوب عليها" أتت من آهة شقت طريقها من زحام القمع والإرهاب... سحبها لتدوي صرخة... وتعلن الوطن المقهور والإنسان المسحوق. و"إضاءات" نزار قصائد أضاءت في الشعر العربي من خلال المعاني والكلمات التي أضاءت ذهن العربي في أنحاء الوطن العربي المترامي الأطراف، المحدود الأهداف... ليعلن ما كان خافياً من آلام وهموم.

و"حبيبتي" قصائد فيها بطاقات من آسيا ينشدها رجل... شرقية بصماته... معانيه تضج بها الكلمات والحروف التي تنساب في قصائده الحيرى... المتألمة حيناً والجزلى المشوقة أحياناً بعبق قصص لا تنتهي...

وفي "أشعار خارجة عن القانون" لم يكن خارجاً عن القانون... نزار... وإنما أشعاره هي التي خرجت عن قانونه... هربت من ذاته لتتوضع عبارات وكلمات... خرجت عن القانون.

وبعد.. قصائد نزار معاني... ومعانيه خيال مترع حلّق في سماء المشاعر الإنسانية... جمع من غيومها أشعاراً، ومن لغة طيورها أناشيداً، خرجت عن المألوف في معانيها، في تركيبتها وفي موسيقاها... فكان البلبل المتمرد الخارج عن سربه أحياناً ليعود إلى سربه في أحيان أخرى... بلبلاً مغرداً في سماء الشعر.

"أنا أنثى.. أنا أنثى، نهار أتيت للدنيا، وجدت قرار إعدامي.. ولم أر باب محكمتي، ولم أر وجه حكامي، عقارب هذه الساعة كحوت أسود الشفتين يبلعني.. عقاربها كثعبان على الحائط، كمقصلة، كمشنقة، كسكين تمزقني... ك... إقرأ المزيد

قبل عشرين، أو ثلاثين عاماً، كان عقلي في الحب عقلاً صغيراً لم أكن جيداً بكل دروسي، غير أني في العشق، كنت الأمير كنت في ذلك الزمان جريئاً، أحمل الشمس في يدي... عصفوراً ونجوم السماء كنت أراها شجراً... من...

المرأة… تخصب خيال نزال قباني… تتحول إلى معاني يسكبها الشاعر ليغني حديقة الشعر بأزهى الألوان والأزهار. ويغني عالم المرأة بأحلى الكلام.

تنقّل بين قوارير عطرهن خمسين عام وبين بساتين شعورهن خمسين عام وبين تقاسيم خصورهن خمسين عام... وما زال يجهل كيف يفكّ أبجدية النساء. وكيف ذاك وهو رجل واحد... وهن قبائل من النساء.

هدية نزار قباني لحبيبته باقة كلمات همسها لتكون عربون صدق ورمز وفاء لتكون كل عام هي الحبيبة.

وكأن نزار قباني يعزف سيمفونياته الشعرية على الرصيف فيطرب على وقع كلمات "قالت لي السمراء" كل غادٍ ورائح وكل قصيدة لحناً موقعاً بحروف نزار قباني.

بلقيس تلك الإنسانة التي ماتت لم تكن لتموت في خيال نزار ولم تكن لتمحى من ذاكرته التي سطر قصائد عشق العالم من خلالها بلقيس.

قصائد نزار المغضوب عليها تأتي من آهة شقت طريقها من زحام القمع والإرهاب… سحبها لتدوي صرخة في شعره تدوي لتعلن الوطن المقهور والإنسان المسحوق.

لقصائد نزار إضاءات في الشعر العربي من خلال المعاني والكلمات التي أضاءت ذهن العربي في أنحاء الوطن العربي المترامي الأطراف المحدود الأهداف… ليعلن ما كان خافياً من آلام وهموم.

كلماته بطاقات من آسيا ينشدها رجل شرقي بصماته تضج بها الكلمات والحروف التي تتراقص في قصائده الحيرى المتألمة حيناً والجزلى المشرقة بعبق قصصه التي لا تنتهي.

"زيديني عشقاً... زيديني، يا أحلى نوبات جنوني، يا سفر الخنجر... في أنسجتي، يا غلغلة السكين... زيديني غرقاً يا سيدتى... إن البحر يناديني، زيديني موتاً على الموت، إذا يقتلني يحييني... جسمك خارطتي،... ما ...

هناك بعد… بقايا تأتي عند نزار في معاني الحب… يسجلها… بل يرسمها بألوان المعاني والكلمات التي تستحيل لوحات في هيكل الشعر.